الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمذهب أهل السنة أن فاعل الكبيرة تحت المشيئة إن شاء الله عذبه، وإن شاء عفا عنه بفضله، ولا يخلد في النار إلا إذا استحل المعصية. وقاتل نفسه حاله كحال أصحاب الكبائر، لكن قد ورد في نصوص بعض الأحاديث ما يفهم تخليده في النار بسبب جنايته على نفسه ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا . والحديث متفق عليه .
وقد سبق بيان هذا الإشكال مفصلا في الفتوى رقم : 5671.
والخلاصة أن مذهبنا في هذا هو مذهب أهل السنة من عدم تخليد المنتحر في النار إلا إذا كان مستحلا لهذه الكبيرة، وإنما أطلقنا القول بأنه موجب للخلود في النار موافقة لظاهر الحديث، ولغرض الزجر والترهيب عن فعل هذه الكبيرة الشنيعة .
والله أعلم.