الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياك على طاعته، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يجعللنا من أهل الفردوس الأعلى.
وقد أرشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم إلى ما ننال به الفردوس وهو طاعة الله تعالى ودعاؤه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة، هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها ، قالوا: يا رسول الله أفلا ننبئ الناس بذلك؟ قال: إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة. رواه البخاري وغيره.
والدعاء هو العبادة، وفضل الله تعالى لا تحده حدود، ولا تقيده قيود. وقد قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}.
ومن فضل الله على عباده الصالحين أن يجمع بهم ذريتهم، فيلحق الأدنى بالأعلى كما قال تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ {الطور:21 } وانظري الفتوى رقم: 11721.
ولتعلمي أن دخول الجنة ليس مقابل العمل، وإنما العمل سبب فقط لدخول الجنة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: قاربوا وسددوا، واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل. رواه مسلم.
وانظري الفتوى رقم: 18890، والفتوى رقم: 147733.
والله أعلم.