الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روى البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.
وسبق أن بينا شرح هذا الحديث وأقوال أهل العلم حوله، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم عند نومه، وانظر الفتويين رقم: 136058، ورقم: 18860، وما أحيل عليه فيهما، وفيهما ورد الكلام عن نفض الفراش باليد.
ولم يرد في حديث نفض الفراش التسمية، ولكنها تشرع في بداية كل أمر ذي بال، وليس معنى ذلك أنه يطلب تكرارها أثناء الفعل، والظاهر أنه يكتفى بذكرها في البداية، لما رواه الإمام الدارقطني وغيره من قوله صلى الله عليه وسلم: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله أقطع. والحديث تكلم أهل العلم في سنده.
ولم نقف على تحديد لجهة بداية نفض الفراش، والظاهر أنه لا حرج عليك في البداية بنفض مقدمه، أو بجهة يمينه، فكل ذلك واسع ـ إن شاء الله تعالى ـ وكيف ما نفضت فراشك فقد امتثلت وأصبت السنة، ولا يمكننا القول بأن البداية بيمينه، أو شماله بدعة، لأن الحديث ـ كما ذكرنا ـ لم يحدد فيه شيء من ذلك، والأولى أن تكون البداية باليمين لما أشرت إليه من استحباب النبي صلى الله عليه وسلم التيامن في شأنه كله.
والله أعلم.