الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعنى هذا الحديث يظهر بمعرفة سببه، فعن جرير بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى خثعم، فاعتصم ناس بالسجود، فأسرع فيهم القتل، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر لهم بنصف العقل الدية وقال: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين.
وفي رواية: لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم فمن ساكنهم أو جامعهم فهو مثلهم. رواه الترمذي وأبو داود والنسائي، وصححه الألباني.
فظهر بذلك أن المراد هو الإقامة في ديار المشركين، ولذلك بوب عليه الترمذي باب: (ما جاء في كراهية المقام بين أظهر المشركين) ولذلك سبق أن أوردنا هذا الحديث في الفتاوى المتعلقة بحكم السفر لبلاد الكفر، كما في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 44943، 22641، 64015، 7930.
وأما مساكنة الوالدين الكافرين في ديار المسلمين فلا يدخل في هذا، وبرهما والإحسان إليهما مع كفرهما فرض عين، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 124401 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.