الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا ثبت كون الفعل المعين بدعة لم يجز أن يقال إنه عمل صالح، لأن الحلال هو ما أحله الله والحرام هو ما حرمه الله والدين هو ما شرعه الله، وليس لأحد أن يستدرك على النبي صلى الله عليه وسلم، أو يزعم أن شيئا ما يقرب إلى الله تعالى ولم يرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كمل الله له الدين وأتم عليه وعلينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا، وأخبرنا صلى الله عليه وسلم أن من أحدث في هذا الأمر ما ليس منه فهو رد، ولا يكفي استحسان المرء لعمل معين ليكون ذلك دليلا على مشروعيته حتى يكون متلقى عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي ما ترك شيئا يقرب إلى الله إلا دل عليه ولا ترك شيئا يقرب من النار إلا حذر منه، وقد بسطنا هذا المعنى وذكرنا طرفا صالحا من كلام أهل العلم وما استدلوا به على هذا الأصل العظيم من أصول الإسلام وهو أن العبادات مبناها على التوقيف والاتباع وترك الابتداع في فتاوى كثيرة جدا، وانظر للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 140189، 140564، 132702، 132936، 122716.
وأما المسائل المذكورة في السؤال: فلا يسلم كونها بدعة، فأما قول حقا لا إله إلا الله: فهو كلام حق يثاب قائله فكيف يعد بدعة؟ بل هو ذكر لله تعالى، نعم قد يكون بدعة إضافية إذا التزم في موضع لا يشرع التزامه فيه، وأما الحمد عند التجشؤ فقد دل كلام بعض العلماء على جوازه، جاء في فتاوى الشيخ عبد الله بن عقيل: وأما إجابة المتجشئ، فقال في الآداب الكبرى: ولا يجيب المتجشئ بشيء، فإن قال: الحمد لله، قيل له: هنيئا مرئيا، أو هنَّاك الله وأمراك ـ ذكره في الرعاية الكبرى وابن تميم، وكذا ابن عقيل وقال: لا نعرف فيه سنة، بل هو عادة موضوعة، وذكر معناه في الإقناع وشرحه، والغاية وشرحها. انتهى.
وأما قراءة شيء من القرآن بنية تيسير أمر معين: فهو من التوسل بالعمل الصالح فلا يمنع، وانظر الفتوى رقم: 109853.
والله أعلم.