الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذكر الجماعي بصوت واحد قد بينا حكمه وأنه غير مشروع، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 72887 140737 8381
وأما أمر أحد الأشخاص الناس بذكر معين وهم يرددونه، أو ترديده له وهم يأتون به خلفه، أو معه: فإن كان لذلك مقصد صحيح كالتعليم مثلا فلا حرج فيه, وأما إن كان بقصد التعبد فقط فهو مما لا يشرع، لكونه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه، والأصل في العبادات التوقيف والاتباع, وانظر الفتوى رقم: 131253
قال العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله: هللوا كذا, وسبحوا كذا، وكبروا كذا, فيفعلون ـ فقال ابن مسعود: إنكم لأهدى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, أو أضل، بل هذه - يعني أضل - وقد أنكر عليهم هذا الصنيع, مع أن هؤلاء ربما ظن دخولهم تحت قوله تعالى: اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا {الأحزاب:41}.
وإنكار ابن مسعود عليهم الذكر، لأنه جاء منهم على هذه الهيئة التي لم يكن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يفعلونها، وقال ـ رضي الله عنه: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم, وكل بدعة ضلالة.
وقال حذيفة ـ رضي الله عنه: اتبعوا سبيلنا فلئن اتبعتمونا لقد سبقتم سبقا بعيدا, ولئن خالفتمونا لقد ضللتم ضلالا بعيدا. انتهى.
والله أعلم.