الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعل السؤال لم يكتمل، وهذا الأثر رواه ابن عساكر ورجاله ثقات إلا أبا العجفاء السلمي فمختلف فيه. فقد وثقه ابن معين وابن حبان، وقال البخاري: في حديثه نظر. وانظر السلسلة الصحيحة (3/311).
وما في هذا الحديث من فضل أبي عبيدة وخالد رضي الله عنهما تشهد لصحته عدة أحاديث ففي صحيح مسلم من حديث ثابت عن أنس، أن أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعث معنا رجلاً يعلمنا السنة والإسلام، قال فأخذ بيد أبي عبيدة فقال: هذا أمين هذه الأمة. وفي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذها سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم.
وقال الحافظ في الفتح: وفي حديث أبي قتادة فمن يومئذ سمي خالد بن الوليد سيف الله. انتهى.
وأخرج أحمد عن أبي عبيدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم عبد الله خالد، سيف من سيوف الله.
وأخرج الترمذي بسند رجاله ثقات كما قال الحافظ ابن حجر: عن أبي هريرة قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً فجعل الناس يمرون، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا؟ فأقول: فلان، حتى مر خالد، فقال: من هذا؟ قلت: خالد بن الوليد، فقال: نِعْمَ عبد الله هذا سيف من سيوف الله.
والله أعلم.