الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحدث الذي كانت تتأسف عليه عائشة الصديقة بنت الصديق ـ رضي الله عنها وعن أبيها ـ هو خروجها في موقعة الجمل، جاء في تفسير البحر المحيط عند تفسيره لقوله سبحانه: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ـ وكانت عائشة إذا قرأت هذه الآية بكت حتى تبل خمارها، تتذكر خروجها أيام الجمل تطلب بدم عثمان. انتهى.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: ولا ريب أن عائشة ندمت ندامة كلية على مسيرها إلى البصرة وحضورها يوم الجمل، وما ظنت أن الأمر يبلغ ما بلغ. انتهى.
وفي فتح الباري لابن حجر: قال عمار بن ياسر لعائشة لما فرغوا من الجمل ما أبعد هذا المسير من العهد الذي عهد إليكم ـ يشير إلى قوله تعالى: وقرن في بيوتكن ـ فقالت: أبو اليقظان، قال: نعم، قالت: والله إنك ما علمت لقوال بالحق، قال: الحمد لله الذي قضى لي على لسانك. انتهى.
أما بخصوص هذا الأثر المذكور: فقد ذكره الذهبي في السير وذكر في البطاقات الكبرى بدون ذكر القميص وقال الذهبي: تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل، فإنها ندمت ندامة كلية وتابت من ذلك على أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة قاصدة للخير كما اجتهد طلحة والزبير وجماعة من الكبار ـ رضي الله عن الجميع.
ولم نطلع من خلال المصادر المتوفرة لدينا على من حكم عليه بصحة، أو وضع.
والله أعلم.