الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعقيقة سنة غير واجبة، فمن تركها لم يكن عليه إثم، ولكن لا ينبغي لمن قدر على فعلها أن يتركها، ولا تحصل العقيقة بالتصدق بثمنها، ثم إن ذبح العقيقة أولى وأفضل من الصدقة بقيمتها، فإن في فعلها بركة اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وخروجا من خلاف من أوجبها من العلماء ـ وهم الظاهرية ـ قال ابن قدامة ـ رحمه الله: فصل: والعقيقة أفضل من الصدقة بقيمتها نص عليه أحمد، وقال إذا لم يكن عنده ما يعق فاستقرض رجوت أن يخلف الله عليه إحياء السنة.
قال ابن المنذر: صدق أحمد. إحياء السنن واتباعها أفضل، وقد ورد فيها من التأكيد في الأخبار التي رويناها ما لم يرد في غيرها، ولأنها ذبيحة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها فكانت أولى كالوليمة والأضحية. انتهى
والعقيقة كالأضحية في شروطها ومصرفها، فيجب أن يتصدق منها بما يقع عليه اسم اللحم، ومهما واسى الفقراء منها كان حسنا، قال في الروض: وحكمها ـ أي حكم العقيقة ـ فيما يجزئ ويستحب ويكره والأكل والهدية والصدقة كالأضحية. انتهى.
واستحب كثير من العلماء في الأضحية والعقيقة أن يجعلها أثلاثا، فيهدي ثلثا ويتصدق بثلث ويأكل ثلثا، وليس هذا واجبا، وإنما الواجب ـ كما مر ـ أن يتصدق بما يقع عليه اسم اللحم، ومن العلماء من يرى جواز أكل جميعها، وأنه لا تجب الصدقة بشيء منها، والأول أحوط.
وبما قدمناه تعلمين أنه لا يقوم غير العقيقة مقامها، وأن الأولى ذبح العقيقة ولو في بيت أم زوجك، وإن أكل أكثرها، أو أهدي لغير الفقراء لم يكن في ذلك حرج إذا حصلت الصدقة على الفقراء بشيء منها، ويمكنك تذكير أم زوجك بأسلوب طيب مهذب بأن تراعي في القسمة الفقراء وتجعل لهم نصيبا وافرا، ثم إن أردتم الصدقة بعد ذلك فبابها واسع وفضل الصدقة عظيم.
والله أعلم.