الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد استأثرالله جل جلاله وحده بعلم الغيب، قال سبحانه: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ { النمل:65}.
وما سيقع في المستقبل من أحداث هو من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، فمن ادعى شيئا من ذلك كان كافرا، لأنه نازع الله فيما يختص به, ومن صدقه في ذلك فهو مثله، قال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من تطير، أو تطير له, أو تكهن له, أو سحر، أو سحر له, ومن عقد عقدة, أو قال عقد عقدة, ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه البزار.
وهذا الذي يفعله هؤلاء الدجالون المضلون مع هذا الأخطبوط المسمى بـ: بول ـ إنما هو من قبيل الطيرة والعيافة وهذا شبيه بما كانت تفعله العرب في جاهليتها وجاء الاسلام بالنهي عنه، ففي الحديث الذي رواه أحمد وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الطيرة شرك. صححه الألباني.
وفي الحديث الذي خرجه أبو داود: العيافة والطيرة والطرق من الجبت.
قال ابن باز ـ رحمه الله: فالعيافة زجر الطير فيزجرون الطيور ويزعمون أنها تدل على شيء فيتشاءمون بها تارة ويتيمنون بها تارة أخرى وهذا من جهلهم وضلالهم، فهذه الطيور مخلوقة وهي في تدبير الله عزوجل فالعيافة من عاف الطير إذا تشاءم بها وتيامن بها. انتهى.
وفي القول المفيد على كتاب التوحيد: ووجه كون العيافة من السحر أن العيافة يستند فيها الإنسان إلى أمر لا حقيقة له: فماذا يعني كون الطائر يذهب يمينا، أو شمالا، أو أماما، أو خلفا؟ فهذا لا أصل له, وليس بسبب شرعي ولا حسي, فإذا اعتمد الإنسان على ذلك, فقد اعتمد على أمر خفي لا حقيقة له, وهذا سحر. انتهى .
والله أعلم.