الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصلاة خلف هذين الرجلين صحيحة إذا كانا يحسنان الصلاة ويأتيان بها على وجهها مستوفية شروطها وأركانها، فإن الراجح من كلام أهل العلم أن الصلاة تصح خلف كل بر وفاجر، وأن إمامة الفاسق صحيحة وإن كانت الصلاة خلفه مكروهة، وقد بينا حكم هذه المسألة مرارا، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 115770، 123634، 122226.
وبه يتبين لك أن الأولى تقديم غير هذين الرجلين ممن لا يعرف بفسق ظاهر ولا بمجاهرة بالمعاصي، وإن حصل وصليت خلف أحدهما فالصلاة صحيحة، وعليك بمناصحتهما وأن تبين لهما بلين ورفق خطأ ما يفعلانه وأنهما بذلك يعرضان أنفسهما لغضب الله تعالى وعقوبته العاجلة والآجلة، وتذكر لهما الأدلة الشرعية على حرمة ما يأتيانه من المنكر، ثم إن كنت أهلا للإمامة فتقدمك لها لا حرج فيه، وهو أولى من أن تعرض نفسك للصلاة خلف من يجاهر بالمعصية ودخولك وسائر المصلين في خلاف العلماء في صحة الصلاة خلف الفاسق وأما ما ذكرته من خشيتك أن يظن بك زملاؤك تعاليا عليهم، فتفادي مثل هذا يسير وذلك بطيب المعاملة والبشاشة وطلاقة الوجه وتحسين خلقك معهم ما أمكن.
والله أعلم.