الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيوم عرفة هو يوم التاسع من ذي الحجة بالنسبة لكل بلد، وليس بالضرورة هو اليوم الذي يعلن في المملكة أنه التاسع من ذي الحجة باعتبار ما ثبت عندهم من رؤية الهلال وبالتالي، فعليك معرفة اليوم الذي ثبت فيه دخول شهر ذي الحجة بالبلد الذي أنت مقيم به ـ إما برؤية الهلال وإما بإكمال عدة ذي القعدة ثلاثين يوما ـ ثم تصوم يوم التاسع من هذا الشهر، فإن لم يكن الهلال يرى في بلدكم رؤية شرعية فاعملوا برؤية أقرب البلاد التي تشترك معكم في جزء من الليل، ولتراجع الفتوى رقم: 113796.
قال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله: وأما الشق الثاني من السؤال وهو: كيف يصوم المسلمون في بعض بلاد الكفار التي ليس بها رؤية شرعية؟ فإن هؤلاء يمكنهم أن يثبتوا الهلال عن طريق شرعي، وذلك بأن يتراءوا الهلال إذا أمكنهم ذلك، فإن لم يمكنهم هذا، فإن قلنا بالقول الأول في هذه المسألة - وهو أن رؤية البلد الواحد رؤية لجميع البلاد - فإنه متى ثبتت رؤية الهلال في بلد إسلامي، فإنهم يعملون بمقتضى هذه الرؤية ـ سواء رأوه، أو لم يروه ـ وإن قلنا بالقول الثاني، وهو اعتبار كل بلد بنفسه إذا كان يخالف البلد الآخر في مطالع الهلال، ولم يتمكنوا من تحقيق الرؤية في البلد الذي هم فيه، فإنهم يعتبرون أقرب البلاد الإسلامية إليهم، لأن هذا أعلى ما يمكنهم العمل به. انتهى.
وبهذا يتبين لك كيفية معرفة دخول الشهر في البلد الذي أنت فيه، وأن الهلال متى رؤي فقد ثبت دخول الشهر وإلا فأكملوا العدة ثلاثين، وإن لم يكن الهلال يتحرى فتعملون بما ذكرناه من اعتبار أقرب البلاد إليكم، فإذا تبين لك اليوم الذي هو أول الشهر تيسر تحديد يوم عرفة، فإنه اليوم التاسع من الشهر ـ كما هو معلوم ـ ولا حاجة لكم في المقارنة بين توقيت بلدكم وبين توقيت مكة، فإنكم لا تقتدون بها في الرؤية لشدة بعدها عنكم.
والله أعلم.