الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز القول بأن صلاة التراويح بإحدى عشرة ركعة غير جائزة، وكيف يقال بعدم جواز ذلك وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد على إحدى عشرة ركعة ـ لا في رمضان ولا في غيره ـ حتى مات: فقد سئُلت عائشة ـ رضي الله عنها ـ كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة.
رواه البخاري ومسلم وأبو عوانة وأبو داود والترمذي والنسائي ومالك والبيهقي وأحمد.
وقد أجمع العلماء على عدم وجوب حصرها بعدد معين لا تزيد عليه ولا تنقص عنه، وإنما اختلفوا في الأفضل قال ابن عبد البر: وقد أجمع العلماء على أن لا حد ولا شيء مقدراً في صلاة الليل وأنها نافلة، فمن شاء أطال فيها القيام وقلت ركعاته، ومن شاء أكثر الركوع والسجود.
انتهى.
وقال العراقي في طرح التثريب: وقد اتفق العلماء على أنه ليس له حد محصور.
انتهى.
ومن ثم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد مؤقت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يزاد فيه ولا ينقص منه فقد أخطأ.
انتهى.
ولا شك أن التعصب الفقهي يعمي صاحبه ويحمله على مخالفة السنة وإجماع أهل العلم، فينبغي لذلك الإمام أن يتقي الله تعالى، ويجوز لك ـ أخي السائل ـ أن تصلي التراويح في بيتك لا سيما إذا كنت لا ترتاح في صلاتك خلف هذا الإمام لسرعتها وعدم الخشوع فيها، وانظر الفتوى رقم: 55148، عن المفاضلة في التراويح بين البيت والمسجد.
والله أعلم.