الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن حصول المودة والتفاهم بين الزوجين يحتاج إلى الصبر وإلى التجاوز عن بعض الأخطاء والتغاضي عن الزلات والهفوات والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر.
والذي ننصحك به أن تعاشر زوجتك بالمعروف وتتعامل معها بالحكمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" واستوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيرا " متفق عليه .
واعلم أنه إذا نزلت المصائب على العبد أو شعر بعدم التوفيق في بعض الأمور، فعليه أن يتهم نفسه ويراجع حاله مع الله، فإنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، قال ابن القيم :" ومن عقوبات الذنوب إنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب ولا حلت به نقمة إلا بذنب" الجواب الكافي (1/49) .
وقال ابن الجوزي :" قال الفضيل بن عياض: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي. اهـ
فعليكما بتجديد التوبة إلى الله والمحافظة على الفرائض واجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، حتى يصلح الله أمركما. قال تعالى:" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" الرعد : 11 .
ونوصيك بالتعاون مع زوجتك على طاعة الله، وكثرة الذكر والاستغفار والإلحاح في الدعاء، فإن الله قريب مجيب .
والله أعلم.