الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن التطاول على النبي صلى الله عليه وسلم وانتقاصه والتشكيك في دينه، كفر بواح يجب التصدي له ومجاهدته بأنواع الجهاد المشروعة، وذلك حق من حقوق الله على عباده، قال ابن القيم: ومن بعض حقوق الله على عبده رد الطاعنين على كتابه ورسوله ودينه ومجاهدتهم بالحجة والبيان والسيف والسنان والقلب والجنان وليس وراء ذلك حبة خردل من الإيمان. هداية الحيارى.
فالواجب على العلماء البيان وإقامة الحجة، والواجب على الحكام الأخذ على أيدي هؤلاء المارقين المجرمين وأن ينزلوا بهم ما يستحقونه من العقوبة الرادعة لهم ولأمثالهم، وانظر الفتوى رقم:1845.
واعلم أن مثل هذه المطاعن والافتراءات لا تنقص من مقام النبي صلى الله عليه وسلم ولا تضر دين الله، وإنما هي فتنة وابتلاء للناس، وهي سنة قديمة مضت مع الأنبياء جميعاً، قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ* وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ. { الأنعام: 112-113 }. وقال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا. { الفرقان: 31 }.
والله أعلم.