الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكلا الأمرين صحيح، سواء صليت ركعتين بنية قيام الليل قبل ركعتي الشفع - وهذا هو الموافق للسنة - أو صليت تلك الركعتين بعد ركعتي الشفع، وتكونان هما الشفع المرتبط بالوتر، إذ لا يشترط في الشفع الذي قبل ركعة الوتر نية تخصه، بل يكتفي بأي ركعتين كانتا، والشفع عموماً عبارة عن الركعات التي يصليها الشخص قبل الوتر ـ سواء كن اثنتين أو أربعاً أو ستا ـ إلا أنه يسن للمصلي أن يقرأ في الركعتين الأخيرتين قبل الوتر بسورتين معينتين هما ـ سورة الأعلى في الركعة الأولى، وسورة الكافرون في الركعة الثانية ـ وهاتان الركعتان من الوتر، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى: يجب يا إخواني أن تعرفوا أن الركعتين اللتين يسميهما الناس الشفع أنهما وتر. انتهى.
والأفضل لمن صلى مع الإمام التراويح أن يصليها كاملة مع الإمام ولا ينصرف قبل الإمام حتى يكتب له قيام ليلة كاملة، وإذا أراد أن يصلي في بيته فإنه يوتر مع الإمام، فإذا سلم الإمام لم يسلم معه، بل يقوم ويأتي بركعة ثم يصلي في بيته ما شاء، فإذا أراد أن يختم صلاته ختمها بالوتر، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 28986.
والأفضل للمرأة أن تصلي في بيتها، لقوله صلى الله عليه وسلم: وبيوتهن خير لهن. رواه أحمد وأبو داود.
وانظري لذلك الفتوى رقم: 134634.
والله أعلم.