الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس ذلك من كره حكم الله تعالى، وإنما هو أثر من آثار الميل والتعلق بمعصية من المعاصي، فيجد العبد لفراقها ألما وشدة، بحسب تعلقه بها.
ثم إننا نبشر الأخت السائلة بأنها لو وُفقت لترك مثل هذه المحرمات مع تعلقها بها، وشدة تألمها لفراقها ـ بما رواه أحمد في (الزهد) عن مجاهد قال: كتب إلى عمر رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين رجل لا يشتهي المعصية ولا يعمل بها أفضل أم رجل يشتهي المعصية ولا يعمل بها ؟ فكتب عمر رضي الله عنه: إن الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم.
فاستعيني بالله واثبتي على الخير، واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه؛ فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. والجزاء من جنس العمل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيرا منه. رواه أحمد وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم: من يستعف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله. متفق عليه.
وراجعي في وقت الفراغ وحسن استغلاله وحفظه من الضياع، الفتوى رقم: 9776. وفقنا الله وإياك لأرشد أمرنا ، ووقانا شرور أنفسنا.
والله أعلم.