الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتصوير ـ كما هو معلوم ـ أنواع، ولكل نوع حكمه، وقد سبق لنا تفصيل ذلك، وبيان أدلته، في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 119052، 680 ، 1935، 14116.
وأما مسألة سؤال أهل الذكر، فهي واضحة، فقد قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. {الأنبياء: 7}.
قال السعدي: هذه الآية وإن كان سببها خاصا بالسؤال عن حالة الرسل المتقدمين لأهل الذكر وهم أهل العلم، فإنها عامة في كل مسألة من مسائل الدين أصوله وفروعه إذا لم يكن عند الإنسان علم منها أن يسأل من يعلمها، ففيه الأمر بالتعلم والسؤال لأهل العلم .. وفي تخصيص السؤال بأهل الذكر والعلم نهي عن سؤال المعروف بالجهل وعدم العلم، ونهي له أن يتصدى لذلك. اهـ.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا سألوا إذ لم يعلموا؛ فإنما شفاء العي السؤال. رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني.
والعيّ هو الجهل.
وقال ابن عبد البر في (التمهيد): يلزم كل مؤمن ومؤمنة إذا جهل شيئا من أمر دينه أن يسأل عنه. اهـ.
وقد سبق لنا الرد على من يزعم أنه لا يحتاج لسؤال أهل العلم لما وهبه الله من العقل، وذلك في الفتوى رقم: 123196.
والله أعلم.