الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فابتداء نهنئك على التزامك بشرع الله، وحرصك على مرضاته، والاستجابة لأوامره جل وعلا، ففي هذا سعادة الدارين. ونسأل الله لك الثبات والتوفيق.
ثم ننبهك على أنه قد حصل في سؤالك خلط واضح بين سفر المرأة وإقامتها في بلاد الغربة أو في غير بلدها عموما. فالمحرم يشترط حال السفر لما في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة ليلة إلا ومعها ذو محرم منها. هذا لفظ مسلم. وفيهما أيضا: لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم. ولا يشترط المحرم حال الإقامة في غير بلدها كما بيناه في الفتوى رقم: 112128.
وعليه؛ فيمكنك أن تطلبي من بعض محارمك كأبيك أو أحد إخوتك أو أعمامك أو أخوالك وغيرهم من المحارم أن يصحبك حال السفر، ثم يرجع هو وتبقين أنت للدراسة. أما السفر بدون محرم فلا يجوز ولو كان بهدف الدراسة والتعلم كما بيناه في الفتوى رقم: 96238.
والذي ننصحك به هو أن تبذلي جهدك للبحث عن صاحبة ذات دين لتسكن معك في مسكنك لأن مبيت المرء وحده منهي عنه، لما رواه أحمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم: نهى عن الوحدة؛ أن يبيت الرجل وحده، أو يسافر وحده. وحسنه السيوطي، وصححه المناوي والألباني وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
وسفر المرأة بدون محرم وإن كان محرما كما ذكرناه لكن لا يصير مال صاحبته حراما إذا كانت قد اكتسبته من طريق مشروع.
وراجعي الحديث عن مخاطر سفر المرأة بدون محرم وضوابط سفرها وعملها في الفتوى رقم: 9017، والفتوى رقم: 3859.
والله أعلم.