الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عدل عمر الفاروق رضي الله عنه لا يحتاج إلى البحث في صحته، فهو مقطوع به من جهة التواتر الذي يفيد العلم اليقيني كما قال الأصوليون، قال العلامة سيدي عبد الله الشنقيطي في المرقي:
واقطع بصدق خبر التواتر * وسو بين مسلم وكافر
واللفظ والمعنى، وذاك خبر * من عادة كذبهم منحظر
فعدل عمر معلوم للجميع ، كسخاء حاتم وشجاعة علي وفقه أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد... رضي الله عنهم، ولا يعني ذلك أن كل ما يروى عنه في هذا المعنى صحيح، بل فيه الضعيف والموضوع (المكذوب) كما هو شأن الأخبار والمرويات وخاصة ما يتعلق بالسير والتاريخ.. كما قال العراقي في ألفية السيرة:
وليعلم الطالب أن السيرا * تجمع ما صح وما قد أنكرا
وكما ذكرت فإن كتب التاريخ والسير مليئة بأخبار عمر رضي الله عنه، ولذلك لا يمكننا تتبعها وفرز الصحيح والضعيف منها، ولكن إذا كان يشكل عليك خبر أو رواية بعينها فيمكنك أن تكتب إلينا بذلك لنبحث عن حاله هل هو صحيح أم لا؟.
والله أعلم.