الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية هذا الحديث لا يصح إسناده لانقطاعه، فإسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير لم يدرك السيدة خديجة رضي الله عنها، وروايته إنما هي عن التابعين، فالإسناد معضل أو مرسل، وقال عنه الحافظ ابن حجر في الفتح إنه مرسل، وبهذا أعله الألباني في الضعيفة ومحققوا سير الأعلام والنبلاء.
وقد افترى بعض النصارى فاستشكلوا هذا الحديث وقالوا: كيف لا يعرف النبي صلى الله عليه وسلم الوحي الذي أنزل عليه؟ وكيف يطلب من خديجة رضي الله عنها أن تتأكد له من الوحي بجلوسه على فخذها؟ وكيف ينتظر منها أن تخبره إذا كان هذا وحي أم شيطان؟
وعلى فرض صحة الحديث فقد أجاب البيهقي قديما على هذه الفرية فقال في دلائل النبوة: وهذا شيء كانت خديجة رضي الله عنها تصنعه تستثبت به الأمر احتياطا لدينها وتصديقها، فأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان قد وثق بما قال له جبريل وأراه من الآيات التي ذكرناها مرة بعد أخرى، وما كان من تسليم الشجر والحجر عليه، وما كان من إجابة الشجر لدعائه وذلك بعدما كذبه قومه وشكاهم إلى جبريل عليه السلام فأراد أن يطيب قلبه. اهـ.
وقد جمع الإخوة في غرفة: النصارى يسألوننا عن الإسلام. على البالتوك كثيرا من افتراءات النصارى وهذه من جملتها ووضعوها في ملف أسموه كشف كذب اللئيم حول الإسلام العظيم ومما قالوه: على فرض صحة هذه الرواية لم يرد فيها أن النبي عليه السلام لم يعرف الوحي الذي أنزل عليه, وليس فيها أنه طلب من خديجة أن تتأكد له من الوحي, وهذا يرجع عندهم إلى التعصب الأعمى الذي يقودهم إلى اختلاق الأكاذيب أو أنهم لا يفقهون ما يقرأون ويرددون كلام المستشرقين كطائر الببغاء, وكل ما في الرواية أن خديجة رضي الله عنها هي التي طلبت التأكد وليس النبي عليه السلام... فتأمل. ونحن لسنا بحاجة إلى هذا التبرير لأن الرواية ضعيفة, ولكن أردنا أن نبين على فرض صحتها مدى تفكيرهم السقيم وحقدهم على البشير النذير. اهـ.
وللمزيد عن هذه الرواية وغيرها من أكاذيب وافتراءات النصارى يمكن للقارئ أن يرجع إلى ما كتبه الأستاذ محمد جلال القصاص في رده على الكاهن المفتري زكريا بطرس، وهو متوفر على الشبكة العنكبوتية.
والله أعلم.