الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسلم عن يمينه وعن شماله السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، كما أخرجه أصحاب السنن وغيرهم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وفي بعض ألفاظ حديث جابر بن سمرة عند مسلم ما يشعر بجواز الاقتصار على قول السلام عليكم خلافا للحنابلة الذين يوجبون قوله ورحمة الله، قال الشوكاني في شرح المنتقى: قوله ( ثم يقول السلام عليكم ) قال المصنف رحمه الله –يعني مجد الدين ابن تيمية- : وهو دليل على أنه إذا لم يقل ورحمة الله أجزأه. انتهى
وورد في سنن أبي داود من حديث وائل بن حجر زيادة وبركاته، وضعفها كثير من العلماء، وهو ظاهر كلام النووي، وصحح هذه الزيادة بعض العلماء ومنهم الحافظ ابن حجر، ومن العلماء من يرى ثبوتها في التسليمة الأولى لا الثانية، وعلى كل فالأمر واسع والحمد لله، وهذا الذي ذكرناه من ألفاظ التسليم يستوي فيه الإمام والفذ والمأموم، والأولى أن يسلم المصلي عن يمينه وشماله السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، وإن زاد وبركاته في الأحيان القليلة فلا بأس، وراجع لتفصيل القول في صيغ التسليم الفتوى رقم: 133964، وانظر أيضا الفتوى رقم: 50779.
والله أعلم.