الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأحسن الله عزاءكم في من توفي من أبنائكم، وثقَّل الله بذلك موازين حسناتكم، ورفع به درجاتكم، فعلى رغم عظم المصيبة بفقد الأبناء إلا أن الله تعالى بمنه وكرمه جعل ذلك سبيلا -لمن صبر واحتسب- للرفعة والفوز بالجنة والنجاة من النار، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد. رواه الترمذي وأحمد، وحسنه الألباني. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ما من الناس من مسلم يتوفى له ثلاث لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم. رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد تمسه النار إلا تحلة القسم. رواه البخاري. ويمكن مراجعة ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 59259، 49928، 14321.
ولا شك أن تدبر هذه المعاني مما يزيل أو يخفف تخوف الزوج من الإنجاب، فإذا انضاف إلى ذلك ترغيب الشرع في النسل وإكثار الذرية كان ذلك أدعى لتكرار محاولة الإنجاب.. ثم لا يخفى أن هناك من الأسباب الشرعية ما يمكن به مواجهة ما نتخوفه، كالتوكل على الله وحسن الظن به، والإلحاح في الدعاء وكثرة الذكر والاستغفار، والتطوع بالصدقات وسائر أعمال البر، والسعي في قضاء حوائج المسلمين وإعانتهم على أمور دينهم ودنياهم، ولمزيد الفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 68592، 1828، 27434، 31369، 4039.
فإن ضعُف الزوج عن ذلك، وكان الظن الغالب به أنه يجزع إن تكرر معه ما سبق حصوله، وخشي عليه التسخط على أقدار الله، فلا حرج عليكم في استخدام ما يمنع الحمل منعاً مؤقتا، كالعزل والدواء، فإن المذاهب الأربعة على عدم حرمة ذلك، ثم منهم من قال بالكراهة، ومنهم من قال بالجواز، ويراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 31968، 73413، 62379، 58584..
وبالنسبة لزواج الأقارب، وما يثار حوله من كلام، فنرجو الإطلاع على الفتوى رقم: 8019.
والله أعلم.