الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأعلم أيها السائل أن ما حدث بينك وبين هذه المرأة إنما هو استدارج الشيطان لكما الذي زين لكما أولا الخلوة والانبساط في العلاقة إلى أن حدث ما حدث، والله جل وعلا يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ. {النــور:21}. وقد حرم الله تعالى الزنا وحرم الطرق الموصلة إليه فقال عز من قائل: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً. {الإسراء:32}.
فمن تساهل في ذرائع الفاحشة وأسبابها فيوشك أن يواقعها مهما بلغ حذره. جاء في الفروع لابن مفلح: من أعطى أسباب الفتنة من نفسه أولا لم ينج منها آخرا، وإن كان جاهدا. انتهى.
فعليك بالتوبة إلى الله جلا وعلا مما حدث منك من مواقعة هذه الفاحشة، ويجب عليك أن تفارق هذه الفتاة وأن تبعد عنها فورا بلا تسويف ولا تأخير، ثم بعد ذلك إن تابت من الزنا وترك الصلاة وتحجبت، ووافقت على الزواج بك فلا حرج عليك في الزواج منها بعد أن تضع حملها من الزنا على ما بيناه في الفتوى رقم: 50045.
أما إن لم تتب فلا يجوز لك حينئذ الزواج منها؛ لأن الراجح من أقوال أهل العلم عدم جواز الزواج من الزانية، والراجح من كلامهم أيضا أن المداوم على ترك الصلاة يكون كافرا. وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 130853.
أما إن أصرت على ما هي عليه، فليس أمامك حينئذ إلا تركها والانصراف عنها، مع التنبيه على أن هذا الولد هو ابنها ولا ينسب إليك؛ لأن ولد الزنا ينسب إلى أمه كما بيناه في الفتويين: 127745، 41980.
والله أعلم.