الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكرك على الاتصال بنا وتنبيهك ومناصحتك، ونفيدك أن الفتوى التي كتبناها في اللوحات الفنية برقم: 39288، إن كانت هي المرادة عندك فإنا لم نتكلم فيها على اللوحات التي وضع فيها اسم الله واسم رسول الله صلى الله عليه وسلم مجتمعين وإنما تكلمنا على ذلك في الفتوى رقم: 125817.
وبينا أنه لا ينبغي وضع اسميهما معا وتعليقهما، وخاصة إذا كان يخشى على العوام توهم المساواه بينهما.
ثم إن المسألة لا يمكن الجزم فيها بالمنع مطلقا، لأن مجرد قرن الاسمين ثابت في نصوص الوحيين كثيرا، ولكن من يساوي الله ورسوله في التعظيم أو المحبة فقد وقع في المحظور المنهي عنه، فالذين آمنوا أشد حبا وتعظيما له ويفردونه بالعبادات، وقد أخبر الله عن المشركين أنهم يقولون في الآخرة مخاطبين أصناهم: تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ* إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ. {الشعراء: 97، 98}. وقال تعالى في الكفار: الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ. {الأنعام:1}.
وأما الذكر بالاسم المفرد فقد بينا تفصيل القول فيه وفي عدم مشروعيته في الفتوى رقم: 56875.
ولكن مجرد الكتابة لا تساوي التلفظ فإن من يراها قد يتذكر فيوحد الله أو يسبحه.
وبناء عليه فلا يمكن الجزم بالمنع والأولى هو الترك لأن الأمر لم يكن معهودا عن السلف وهم أشد تعظيما وحبا له منا.
والله أعلم.