الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الدعاء لم نجد له ذكرا في شيء من كتب الحديث إلا في مسند الفردوس للدليمي.
وهو من الكتب التي يغلب على ما فيها الضعف والوضع وعدم الصحة كما بينا في الفتوى رقم: 52378.
وكذا ذكر الحديث الكتاني في كتابه المسمى تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة ، وذكر رحمة الله أن في سند الحديث مجاهيل ، ونقل عن السخاوي تضعيفه.
وأما قصة علي وجبريل وما ذكر في فضل الدعاء فلم نعثر على ذكر له في شيء من كتب الحديث فلعلها موضوعة من وضع الغلاة في علي.
وأما نشر الأشياء المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم فمن كان يعلم وضعها لا يجوز له نشرها إلا مع بيان وضعها كما قال ابن الصلاح في حكم الحديث الموضوع: ولا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مقرونا ببيان وضعه... انتهى.
وذكر رحمه الله أن أعظم الوضاعين ضررا هم الذين وضعوا الحديث احتسابا.
وأما من كان يجهل حال الحديث فإن كان وجده في كتاب معتمد من كتب أهل العلم ولم يجد تضعيفا له فإنه يجوز له نقل الحديث منه كما ذكر السيوطي في تدريب الراوي، والأولى أن يذكر المرجع حتى يبرأ من العهدة.
وأما نقل ما ينتشر في المنتديات والمواقع فيتعين الابتعاد عنه والاشتغال بنشر ما ثبت من نصوص الوحيين ولا سيما في مجال الأذكار والأدعية إذ ثبت في النصوص الكثير من الأدعية المستجابة مثل الدعاء بالاسم الأعظم والدعاء بدعوة يونس وغيرها مما يغني عن الأحاديث الموضوعة والضعيفة.
فيتعين صرف الطاقات لتعلم الثابت من النصوص وحض الأمة على تعلمها والعمل بها.
فلا أعظم أثرا في قلوب العباد من القرآن العظيم والسنة الثابتة.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 124288، 80360، 27801، 123302.
والله أعلم.