الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي على العبد فعله هو السعي فيما يرضي الله تعالى، وأما أن يتطلع إلى أن يحبه الله كحبه لأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم فذاك خطأ، فإن الله تعالى قد اصطفى أنبياءه على سائر خلقه وعصمهم من كل ما يجلب سخطه، وليس بأحد أن يتطلع إلى أن يكون في رتبتهم عند الله.
وإن أهم ما يقرب إلى الله تعالى ويجلب محبته هو تقوى الله تعالى وامتثال أوامره واجتناب نواهيه في السر والعلانية، والتقرب إليه بالنوافل وأعمال الخير فقد قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ. وقال تعالى في الحديث القدسي: .. وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.. الحديث رواه البخاري.
ومما يجلب محبة الله تعالى ورضاه الزهد في الدنيا فقد روى ابن ماجه والطبراني عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس. صححه الألباني.
فمن أطاع الله ورسوله وأحب أنبياءه جعله معهم في دار كرامته كما قال تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا. {النساء: 69}.
والله أعلم.