الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما كان يجوز لك إخراج هذا الطفل من المستشفى بعد إخبار الطبيب المختص بخطورة إخراجه ولم يكن بجائز للطبيب أيضاً أن يسمح بذلك، أما وقد وقع ما يخشى فإن الإثم عليكما جميعاً، فالطبيب مسؤول وعليه أن يمنع خروج هذا النوع من المرضى بحكم مسؤوليته، وفي الحديث المتفق عليه: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
أما أنت فلتعريضك لنفس محترمة للخطر بإخراجها من المستشفى بعد العلم بذلك وإخبار الطبيب، وأما الضمان فإنه يكون على من باشر إخراج المريض أو نزع الأجهزة عنه إذا كانت عليه أجهزة لأن المباشرة تقطع التسبب -كما قال أهل العلم- ومن القواعد الفقهية: إذا اجتمع المتسبب والمباشر كان الضمان على المباشر دون المتسبب.
قال ابن قدامة في المغني: ومتى اجتمع المباشر مع المتسبب كان الضمان على المباشر دون المتسبب.
ويترتب على ذلك وجوب الكفارة على المباشر وهي تحرير رقبة مؤمنة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين مع التوبة إلى الله تعالى وعليه مع عاقلته الدية، إلا أن يسامح الورثة فيها، ولا يرث منها من ترتب عليه الضمان إذا كان وارثاً.
والله أعلم.