الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالموالاة بين كلمات التشهد واجبة عند من أوجبه ذلك من الفقهاء.
قال الزركشي في المنثور: ومما تجب فيه الموالاة بين كلمات الفاتحة وكذا بين كلمات التشهد صرح به المتولى قال ابن الرفعة وهو قياس الفاتحة. انتهى.
وعليه فمن ترك شيئا من الألفاظ الواجبة في التشهد نسيانا ثم ذكر قبل أن يسلم مع قرب الفصل فحكمه كمن ترك شيئا من كلمات الفاتحة ثم ذكر قبل أن يطول الفصل فإنه يأتي باللفظ المتروك وما بعده ولا يلزمه أن يأتي بالتشهد من أوله.
قال النووي في شرح المهذب: وإن فعل ذلك أي ترك الترتيب في قراءة الفاتحة ساهيا لم يعتد بالمؤخر ويبني على المرتب من أول الفاتحة نص عليه في الأم واتفق الأصحاب عليه. قال البغوي وغيره: إلا أن يطول الفصل فيجب استئناف القراءة. انتهى.
وههنا لم يطل الفصل كما هو واضح فالصلاة صحيحة بلا إشكال. هذا إن كان المتروك أو المشكوك في تركه في التشهد لفظا واجبا فيه، وننبهك إلى أنه وقع في بعض روايات التشهد من حديث ابن عباس وأشهد أن محمدا رسول الله مكان عبده ورسوله. وعلى كل فصلاة هذا المصلي صحيحة.
وأما عن كيفية النطق بلفظ صل فإنه ينطلق بدون إثبات الياء لأنه فعل أريد به الدعاء جاء على صيغة الأمر فيبنى على حذف حرف العلة ، وإثبات الياء في هذا الفعل لحن قبيح جدا لأن صورته بعد إثبات الياء تكون صورة خطاب المؤنثة.
وأما لفظ محمدا فإنه ينطق بإثبات الألف لأنه اسم أن وعدم إثباتها وإن كان خطأ من حيث الصناعة النحوية لكنه ليس مبطلا للصلاة لأنه من قبيل اللحن الخفي الذي لا يحيل المعنى.
والله أعلم.