الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على من أفطر في رمضان بعذر المرض: هو أن يقضي عدد الأيام التي أفطرها إن كان مرضه ممّا يرجى برؤه، لقوله تعالى: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة:185}.
وليس عليها فدية ما دامت لا تستطيع الصوم.
وعليه، فإذا كان مرض أختك ممّا يرجى برؤه ـ كما هو الظاهرـ فالواجب عليها قضاء تلك الأيام التي أفطرتها، ثم إن كانت قد عجزت عن القضاء في السنين الماضية فلا شيء عليها حتى تتمكن منه، فإذا تمكنت من القضاء وجب عليها قضاء جميع الأيام التي أفطرتها، وإنما يجب عليها القضاء حسب طاقتها، وأما إن كانت قد قدرت على القضاء ثم أخرته لغيرعذر حتى دخل عليها رمضان آخر فعليها إطعام مسكين عن كل يوم أخرت قضاءه في قول جمهور أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 126452.
وأما المريض الذي لا يستطيع الصوم ولا يرجى برؤه فيتمكن من القضاء، فعليه إطعام مسكين عن كل يوم أفطره، لقوله تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ {البقرة: 184}.
والله أعلم.