الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أولا التوبة النصوح من هذا الذنب، ومن شروط هذه التوبة: الندم على ما اقترفته، والإقلاع عنه والعزم على عدم العودة إليه مستقبلا، ومن شروطها أن ترد ما أخذته من الشركة بغير حق إلى مستحقيه، ولا تبرأ ذمتك إلا بأن يعود المال إلى أصحابه، وإن لم تفعل وأصررت على ما أنت مقيم عليه من المعصية فإنه يخشى على صيامك من حبوط أجره وذهاب ثوابه، فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. وأكل أموال الناس بالباطل من أزور الزور.
فعليك أيها الأخ الكريم أن تبادر بالتوبة النصوح في هذا الموسم المبارك، واعلم أن الله تعالى غفور رحيم لمن تاب وأناب، وأنه تعالى شديد العقاب لمن خالف أمره وأصر على معصيته، فلا تعرض نفسك لغضب الله الذي لا تقوم له السماوات والأرض، وأما فطرك من هذا المال فهو محرم قطعا، وهذا المال مضمون عليك يجب عليك رده إلى مستحقيه كما قدمنا، وإن كان صيامك صحيحا فلا تلزمك إعادته ولا تفسده هذه المعصية، لكنك إن لم تتب فقد تحرم ثواب هذا الصيام، ويحبط أجرك، ويذهب عملك سدى لما قدمناه من الحديث.
والله أعلم.