الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عليك أن تصلح علاقتك بالله وتستعين بعبادته على إصلاح أحوالك وتتحصن به من الظلم، وأما أن تقع في سب الله ورسوله وتلوم الله وتلوم رسوله، فهذا جرم فظيع يتعين البدار بالإقلاع عنه، فمن سب الله، أو رسوله، فقد كفر كفرا مخرجا من الملة، بإجماع أهل العلم، ولا يعذر فيه بجهل ولا بغضب.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى: فلا شبهة تدعوه إلى هذا السب ولا شهوة له في ذلك، بل هو مجرد سخرية واستهزاء واستهانة وتمرد على رب العالمين، تنبعث عن نفس شيطانية ممتلئة من الغضب، أو من سفيه لا وقار لله عنده.اهـ.
وقال ابن قدامة: ومن سب الله تعالى كفر، سواء كان مازحاً، أو جاداً، وكذلك كل من استهزأ بالله تعالى أو بآياته أو برسله أو كتبه.
واعلم أن الله يقبل توبة الساب إذا تاب توبة صادقة، ويدل لذلك قوله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ {الأنفال: 38}. وقوله: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ {الشورى: 25}. وفي الحديث: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. فعليك بكثرة الاستغفار والإتيان بما تيسر من الأعمال الصالحة، واحرص على تعلم التوحيد ومصاحبة أهل الخير. قال الله تعالى: فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {المائدة:39}. |
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول: لا ريب أن توبتهم – يعني المنافقين الذين سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما بينهم وبين الله مقبولة إذا كانت توبة صحيحة، ويغفر لهم في ضمنها ما نالوه من عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أبدلوه من الإيمان به، وما في ضمن الإيمان به من محبته وتعظيمه وتعزيره وتوقيره، واعتقاد براءته من كل ما رموه به. اهـ.
ويحسن أن تتخذ رفقة صالحة يعينونك على الاستقامة وتتحاور معهم في أمورك ويحسن أن تراجع بعض الأطباء النفسانيين وتستجيب لتوجيهاتهم، لعل الله ينفعك بهم، ويمكن أن تراجع قسم الاستشارات النفسية والطبية بالشبكة.
والله أعلم.