الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله جلت حكمته إذا حرم شيئاً حرم أسبابه وسد ذرائعه، ولا شك أن إدخال الإصبع في الدبر سواء فعله الشخص بنفسه أو فعله به غيره، ذريعة قوية للوقوع فيما حرم الله من الأفعال التي تتنافى مع الفطرة السليمة كفاحشة اللواط والعياذ بالله، ولذا فقد صرح بعض أهل العلم بحرمة هذه الأفعال وما شابهها.
قال ابن الحاج في المدخل: يحذر أن يدخل أصبعه في دبره فإنه من فعال أشرار الناس، وهو منهي عنه، لأنه يفعل بنفسه وذلك حرام. انتهى.
وجاء في حاشية الدسوقي عند حديثه عن الاستنجاء: وليس عليه غسل ما بطن من المخرج بل يحرم لشبه ذلك باللواط. انتهى.
ثم إن هذا الفعل فيه ملابسة النجاسة المغلظة دون حاجة لذلك، وهذا لا يجوز كما بيناه في الفتوى رقم: 117125. وينضاف إلى ذلك كله أن هذا الفعل من خوارم المروءة التي يجب أن يتنزه عنها أهل الدين والأخلاق والرجولة، وفعل كهذا يؤدي ولا بد إلى سقوط هيبة الرجل عند امرأته، وهو ما يتنافى مع مقصود الشارع من كون الرجل هو صاحب القوامة على أهله، فمجموع هذه الأمور يقضي بمنع ممارسة هذا الفعل، فالواجب عليك أن تتجنبه وتتحاشاه.
أما ما ذكرت من فوائد هذه الفعل فهذا فيه نظر، وكون هذه المنطقة هي نقطة الإثارة عند الرجل كلام لا دليل عليه، وإنما هو من ابتكارات الذين يعبدون الشهوات وينساقون وراءها دون خلق ولا وازع، وما زال أصحاب الفطر المستقيمة منذ أن خلق الله آدم حتى زماننا هذا يستمتعون بزوجاتهم ويستمتع زوجاتهم بهم، فهل سمعت في عصر من العصور من طلب اللذة بمثل هذا؟ ثم إن هذا الفعل له أضرار صحية جسيمة نص عليها أهل التخصص منها على سبيل المثال:
1- الإصابة بمرض البواسير، لأنه عند إدخال الإصبع في فتحة الشرج تبدأ عضلات الشرج بالتقلص لأن عملها الطبيعي الإخراج وليس الإدخال وهذا مما يسبب الظهور السريع لأعراض البواسير.
2- الإصابة بتهتكات وشروخ في باطن الدبر لأن هذه المنطقة منطقة حساسة ولا تحتمل مثل هذه التصرفات.
3- إمكانية الإصابة بالعدوى في حالة ما إذا كان الإصبع به جرح مثلاً وكان بأحد الزوجين مرض معد.
والله أعلم.