الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا مانع شرعا من تعليق أسماء الله الحسنى وآيته القرآنية، وأسماء الأنبياء عليهم السلام في مكان محترم يؤمن عليها السقوط منه والإهانة كالمساجد وغيرها، كما سبق بيانه في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 3071، 69241، 23572. وما أحيل عليه فيها.
وبخصوص وضع اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع اسم الله تبارك وتعالى في لوحة واحدة وتعليقها فإنه لا ينبغي، وخاصة إذا كان يقصد به أو يفهم منه أو يخشى على العوام من توهم مساواة النبي صلى الله عليه وسلم لله تعالى في المحبة والتعظيم. فإنه لا يجوز قطعا، وذلك لما رواه الإمام أحمد وغيره وصححه الأرناؤوط عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يراجعه الكلام فقال: ما شاء الله وشئت. فقال: جعلتني لله عدلا، ما شاء الله وحده. وفي رواية: أجعلتني لله ندا. وسبق بيان ذلك بتفصيل أكثر وانظره في الفتوى: 116438.
ولا شك أن محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم فرض من فرائض الإسلام وشرط من شروط الإيمان؛ كما قال سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ. {البقرة:165}. وقال صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون عنده أحب إليه من نفسه. الحديث رواه أحمد وغيره وصححه الأرناؤوط.
وأن الله تعالى قد رفع ذكر نبيه صلى الله عليه وسلم وقرن اسمه عز وجل باسمه في غير ما موضع مصداقا لقول الله تعالى: وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ. {الشرح: 4}.
قال الطبري في تفسيره: فلا أذكر إلا ذكرت معي، وذلك قول: لا إله إلا الله محمد رسول الله.. فليس خطيب، ولا متشهد، ولا صاحب صلاة، إلا ينادي بها، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي شرح نونية ابن القيم: وقرن اسمه باسمه كما في الخطب والتشهد والتأذين كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد.
ومع هذا فلا يجوز أن تكون محبة المخلوق وتعظيمه كائنا من كان مساوية لمحبة الخالق سبحانه وتعالى وتعظيمه.
والله أعلم.