الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أن مخاطبة الزوجة لزوجها بمثل هذه العبارات أمام أمّها وإخوتها جائز، ما لم يترتب عليه محظور شرعي.
وينبغي مراعاة العرف والعادات في مثل ذلك، فإذا كان التلفظ بمثل هذه العبارات ممّا يخدش الحياء في عرف الأهل فينبغي للزوج والزوجة اجتناب ذلك.
قال الحافظ ابن حجر: وفي الحديث استعمال الأدب في ترك المواجهة بما يستحيي منه عرفا وحسن المعاشرة مع الأصهار وترك ذكر ما يتعلق بجماع المرأة ونحوه بحضرة أقاربها. اهـ من فتح الباري.
وأمّا عن الأخ والأخت فينبغي ألّا تكون مثل هذه الأمور التي هي من الآداب التي تختلف باختلاف الأعراف والعادات، سبباً للتشاحن والخصومة، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التدابر والتهاجر بين المسلمين، فإذا كان بين الإخوة من النسب فهو أشدّ، فإنّ قطيعة الرحم من الكبائر، فالواجب عليهما ترك الجدال والمشاحنة وتخيّر الكلام الحسن في المخاطبة، فقد أرشدنا القرآن إلى أن نتخيّر الكلام الحسن حتى لا ندع مجالاً للشيطان ليفسد بيننا، قال تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا. {الإسراء: 53}.
والله أعلم.