الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التقرب إلى الله تعالى بالعبادات ليس مقصورًا على أداء الشعائر من صلاة وصوم ونحوهما، بل إن أي عمل مشروع يؤديه العبد رجاء ما عند الله فهو عبادة، وإن كان العمل موافقًا للطبع محبوبا للنفس، مثل أن يقضي الرجل شهوته مع امرأته، ومثل الطعام والشراب والنوم وسائر المباحات، وانظر شمول مفهوم العبادة في الإسلام في الفتويين رقم: 19569، 4476.
وعلى هذا، فإن اشتغالك بأمور الزواج لا يكون من أمور الدنيا المحضة إذا لاحظت فيه إعفاف نفسك وإعفاف امرأة مسلمة، وتكثير سواد أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك من فوائد النكاح، وإنجاب الذرية والقيام على تربيتها والنفقة عليها. وقل مثل هذا في الاهتمام بقضاء ما عليك من دين، والسعي في إرجاع الحقوق لأصحابها ـ فإن هذا مما يحبه الله تعالى ويرضاه وهو قُربة.
والواجب عليك أن تحذر من أن يشغلك الإعداد للزواج عن فروض الأعيان، أو عما تيسر من أعمال الخير التي تحفظ على القلب حياته كقراءة القرآن وذكر الله ونحو ذلك. ولمزيد فائدة حول أسباب جمع القلب وإحضاره في الصلاة، وحول وسائل وإرشادات لتقوية الإيمان، انظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 6598، 10800، 1208، 16610، 12744، 21743.
والله أعلم.