الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما بك إنما هو من الشيطان، ولكن الله الرؤوف الرحيم لا يحاسب العبد بما يدور في خاطره ما لم يتحدث أو يعمل؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم. متفق عليه.
ونوصيك باتباع هدي النبي عليه الصلاة والسلام في نومه على طهارة، والمحافظة على أذكار النوم من المعوذات وآية الكرسي وغيرها. ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده.
قال النووي: والنَّفْث نفخ لطيف بلا ريق... وقال: قيل: إن النفث معه ريق.
وقال ابن حجر في الفتح: أنه فوق النفخ ودون التَّفْلِ، وقد يكون بغير ريق بخلاف التَّفْل، وقد يكون بريق خفيف بخلاف النفخِ.
وأما في الصلاة فتعوذي بالله منه واتفلي عن يسارك ثلاثا، لما رواه مسلم في صحيحه عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا، قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. اهـ.
وعليك الاستمرار في مجاهدة تلك الوساوس، كما ننصحك بمواصلة الرقية الشرعية والتحصن بالأذكار عموما وخاصة أذكار الصباح والمساء ودخول المنزل والخروج منه وأدبار الصلوات.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه. متفق عليه.
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: قيل: معناه كفتاه من قيام الليل. وقيل: من الشيطان. وقيل: من الآفات. ويحتمل من الجميع.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك. متفق عليه
واعتصمي بالله وتوكلي عليه، واستعيذي به من الشيطان الرجيم. إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. {النحل:99}
وراجعي الفتوى رقم: 113629.
والله أعلم.