الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
اعلمي أن الصبر على ما تجدينه من تعب وضيق جراء قيامك بمصالح هذا المريض من أعظم الأعمال الصالحات التي تتقربين بها إلى الله جل وعلا ولك – إن شاء الله - عظيم الأجر وجزيل الثواب على ذلك, بل ستجدين بإذن الله ثمرة هذا في الدنيا من معونة الله لك ولطفه بك, ففي صحيح مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
ولا مانع من أن تستعيني على خدمته ببعض أخواته, فهن في الحقيقة أولى برعايته منك لأنهن من محارمه, وهذا ما يفهم من كلام أهل العلم حين ذكروا أن المجنون لا يزوج إلا لحاجة، ومن حاجته أن يحتاج إلى الخدمة ولا يوجد في محارمه من يقوم بها، جاء في روضة الطالبين للنووي: أو بأن يحتاج ( المجنون) إلى من يخدمه ويتعهده ولا يجد في محارمه من يحصل هذا. انتهى.
فالذي نراه تفاديا لما تجدين من ضيق وتعب جراء انفرادك بخدمته أن تتعاوني مع أخواته للقيام بمصالحه ولا يعد هذا من إخلاف وعدك مع أمه, مع التنبيه على أن الوعد لا يجب الوفاء به أصلا وإنما يستحب على الراجح من كلام أهل العلم، كما بيناه في الفتوى رقم: 17057.
أما ما تسألين عنه من إلزامه بالبقاء في مكان معين حذرا من انتشار النجاسة في المكان فهذا لا حرج عليك فيه, ولكن مع مراعاة مصلحته بحيث لا يتحول الأمر إلى حبس يتضرر به.
والله أعلم.