الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إقامة حد القتل أو غيره من الحدود يعتبر تطهيرا لصاحب الجريمة- على الراجح من أقوال أهل العلم- وذلك لما جاء في الصحيحين وغيرهما مرفوعا: ومن أصاب شيئاً من ذلك فعوقب به، فهو كفارة له.
ولذلك قال العلماء: الحدود زواجر عن المعاصي وجوابر لما ارتكب منها.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن المغفرة خاصة بالتائب، وأن من لم يتب كان عرضة لأن يعاقب في الآخرة على جريمته، ولو نفذ فيه حكم الإعدام أو أقيم عليه الحد. انظر الفتوى رقم: 111207. للمزيد من الفائدة.
ولا شك أن من تاب من ذنوبه توبة نصوحا كان من أهل الجنة، ولو قتل بسبب ارتكابه لبعض الذنوب فقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الفرقان:68- 70}.
فقد عقب- سبحانه وتعالى- على هذه الجرائم الكبرى بالاستثناء في قوله: إِلَّا مَن تَابَ .. الآية
والله أعلم.