الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للمسلم إلقاء الأوراق والصحف والمجلات التي تحتوي على آيات قرآنية، أو أحاديث نبوية، أو على أسماء الله تعالى أو أسماء رسله أو ملائكته، ولا يجوز استعمالها بتغليف المأكولات أو غيرها أو فرشها للطعام ونحو ذلك من أنواع الامتهان، كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 73022 ، 1064.
وينبغي أن تجعل في مكان يصونها عن الإهانة، أو يتخلص منها بدفنها في أماكن طاهرة ونظيفة، أو حرقها، أو بإعدامها بالماكينة العادمة المعروفة الآن، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 660 .
ومن رأى مثل هذه الأوراق في الطريق وبها شيء معظم مما سبق، وجب عليه أن يأخذها ويصونها أو يتخلص منها بما سبق ذكره، ما استطاع إلى ذلك سبيلا. ولا يجب عليه تتبع الأوراق للتأكد من عدم وجود اسم الله فيها، فيوقع نفسه في الحرج والمشقة البالغة، فإن هذا منفي عن الشريعة. كما قال تعالى: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ. {المائدة: 6}. وقال سبحانه: هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ. {الحج: 78}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ، إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ. رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم : إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا. رواه البخاري.
ونظرا لما في هذا من الكلفة الشديدة والحرج الواضح، فقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا حل لهذه المشكلة إلا بغض البصر، ونشر الوعي الإسلامي في المجتمع حتى يتعاون الجميع على احترام ما يجب احترامه، كما سبق التنبيه عليه في الفتويين التاليتين: 50107 ، 68289.
والله أعلم.