الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في فضل أداء العمرة في رمضان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: عمرة في رمضان تعدل حجة. وفي رواية: معي. أخرجه البخاري.
ولا شك في أن الطاعات كلها تضاعف في الحرم ما لا تضاعف في غيره، والصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد، وراجع في ذلك الفتويين رقم: 108463، 105787.
فمن صلى العيد في الحرم بعد أدائه العمرة في رمضان فقد حصل له خير كثير، ولهذا نص الفقهاء على أن صلاة العيد في المسجد الحرام أولى من فعلها في المصلى، لفضيلة المسجد الحرام وشرفه، ونقل النووي الاتفاق على هذا، قال رحمه الله:
فقال أصحابنا: تجوز صلاة العيد في الصحراء، وتجوز في المسجد فإن كان بمكة فالمسجد الحرام أفضل بلا خلاف. انتهى.
وقال صاحب زاد المستقنع:
وتسن صلاة العيد في صحراء قريبة عرفاً. انتهى.
قال في حاشية الروض:
والمراد سوى مكة والقدس بالاتفاق. انتهى.
وأما أن يكون لصلاة عيد الفطر في المسجد الحرام فضل يخصها، ومزية تمتاز بها على غيرها من الصلوات فلا نعلم دليلاً يدل على هذا.
والله أعلم.