الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا حكم مفارقة الإمام وأنها جائزة للعذر، وانظر لذلك الفتوى رقم: 47529، والفتوى رقم: 80006.
وبينا أن الطمأنينة ركن في الصلاة تبطل الصلاة بتركها، وذلك في الفتوى رقم: 13210، فإذا كان الإمام يسرع في الصلاة بحيث يخل بأركانها فلا يتمكن المأموم من متابعته فيها، فإن المأموم يفارقه في هذه الحال، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: من دخل مع الإمام في أول الصلاة وعرف من الإمام أنه لا يتأنى في صلاته وأنه لا يمكنه متابعة الإمام، إلا بالإخلال بأركان الصلاة ففي هذه الحال يجب عليه أن يفارق الإمام، وأن يكمل الصلاة وحده، لأن المتابعة هنا متعذرة إلا بترك الأركان، وترك الأركان مبطل للصلاة. انتهى.
وأما إذا كان إسراع الإمام في الصلاة لا يؤدي إلى إخلاله بأركانها ولا يمنع المأموم من تمام المتابعة والاقتداء فلا تجوز له مفارقته في هذه الحال، فإن مفارقة الإمام لا تجوز إلا لعذر.
والله أعلم.