الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما كنتِ تفعلينه من الفطر في زمن الحيض هو الصواب، لأن الحائضَ لا يجوزُ لها الصلاة والصوم باتفاق العلماء، وأما ترككِ للقضاء فهو خطأ منكِ بلا شك، فإن الواجب على الحائض أن تقضيَ الأيام التي أفطرتها في رمضان بإجماع العلماء، لقول عائشة رضي الله عنها : كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة. متفق عليه.
والواجبُ عليكِ حسابُ هذه الأيام التي فرطتِ في قضائها، ثم المبادرة بقضائها لأنها دينٌ في ذمتك، فلا تبرأ ذمتك إلا بالقضاء، وعليكِ عن كل يومٍ أخرتِ قضاءه إلى ما بعد رمضان الآخر فديةٌ طعامُ مسكين في قول جمهور أهل العلم، فإن كنتِ جاهلةً بتحريم التأخير فلا فدية عليكِ، كما بينا ذلك في الفتوى رقم 66739.
فإن لم يمكنكِ حساب هذه الأيام أو معرفتها بيقين، فعليكِ التحري، فاقضي من الأيام ما يحصلُ لكِ معه اليقين، أو غلبة الظن ببراءة ذمتك.
والله أعلم.