الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا تجوز دراسة وتدريس الفلسفة التي تتناول أصول الدين وأمور الغيب على أساس عقلي محض ونظرة إلحادية، إلا لمن يكون محصنا بالعلم الشرعي وقاصدا دفع الباطل ورد الشبهات، وانظر الفتوى رقم: 41733 .
أما عن سؤالك: فإن كنت على علم شرعي راسخ، فلا حرج عليك في إكمال دراسة الفلسفة بنية بيان الحق ورد الشبهات، وكذلك تدريسها لمن يقصد ذلك.
وإما إذا كنت غير راسخ في العلم الشرعي فلا يجوز لك دراسة هذه الفلسفة أو تدريسها، لما في ذلك من الخطر على دينك، ولا طاعة لوالديك في ذلك، لأن الطاعة إنما تكون في المعروف.
والذي ننصحك به أن تسعى جاهدا لتحصيل العلم الشرعي النافع، مع ملازمة سؤال أهل العلم فيما يعرض لك من الأمور، حتى تنهى دراستك، وتعمل بالشهادة في مجال آخر مباح.
وننبهك إلى أنه لا يجوز لك حضور المجالس التي يستهزأ فيها بالدين إذا كنت لا تستطيع الإنكار، قال تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا {النساء:140}.
كما ننبه إلى أن بر الوالدين وطاعتهما في المعروف، من أعظم القربات إلى الله، ومن أعظم أسباب توفيق الله للعبد.
والله أعلم.