الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبهك أولاً إلى أنه لا يجوز وضع الأموال في دفتر البريد، وأخذ الأموال الربوية المترتبة على ذلك، فإن هذا صريح الربا المحرم بالكتاب والسنة وإجماع العلماء ، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ {البقرة: 278-279}
فعلى أهلك أن يبادروا بالتوبة من هذه الكبيرة ، والتخلص من الفوائد الربوية بإنفاقها في مصالح المسلمين أو على الفقراء والمساكين . وراجعي في ذلك الفتاوى: 5942، 28329، 29568، 102944.
ويحرم عليك أن تعينيهم على ذلك، لما رواه مسلم عن جَابِرٍ رضي الله عنه قال: لَعَنَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبَا وموكله وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وقال هُمْ سَوَاءٌ .
قال النووي في شرح صحيح مسلم: هذا تصريح بتحريم كتابة المبايعة بين المترابيين والشهادة عليهما، وفيه تحريم الإعانة على الباطل . انتهـى
وقد سبق بيان حرمة الإعانة على الربا في الفتويين: 106212، 111157.
فعليك أن تنصحي أهلك بالتوبة، وعليك أنت أن تتوبي من إعانتهم على أكل الربا .
أما حكم المال الذي سرق منك فحكم ضمانه مبني على ما إذا كان أهلك قد وكلوك بالاقتراض من زوجك أما لا، فإن كانوا وكلوك بذلك فلا ضمان عليك إلا في حالة التفريط أو التعدي ، لأن يد الوكيل يد أمانة ، فلا يضمن إلا بالتعدي أو التفريط، وراجعي في هذا الفتويين: 19455، 48313. وعلى أهلك الضمان لأنهم في حكم المقترض ، والمقترض يجب عليه سداد القرض حتى لو تلف المال المقترض ولم ينتفع به .
أما إذا لم تكوني وكيلة لأهلك في ذلك فعليك ضمان هذا المال لزوجك لأن حكمك حكم المقترض، والمقترض يجب عليه سداد القرض بكل حال، إلا إذا رضي زوجك بإسقاط حقه.
والله أعلم.