الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قدمنا في الفتوى رقم: 6305، بيان القول الصحيح في الأئمة الاثني عشر، وأنهم ليسوا كلهم من نسل علي رضي الله عنه.
وأما الأئمة الاثناعشر الذين يزعم إمامتهم بعض الطوائف فإن الكلام عن سيرتهم مبسوطة في كتب علماء السنة فمن كان من طلاب العلم سيكون مطلعا على سيرهم.
وأما ما يتعلق بموت هؤلاء الاثني عشر، فقد ثبت أن عليا رضي الله عنه استشهد بالعراق حيث قتله ابن ملجم الخارجي.
كما ثبت أن الحسين بن علي رضي الله عنهما قتل شهيدا مظلوما بكربلاء، وقد فصل القول في ذلك الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية.
وأما الحسن أخوه الأكبر فقد ورد في بعض القصص أنه قتل مسموما؛ ولكن ذكر شيخ الإسلام في المنهاج أن ذلك لم يثبت ببينة شرعية ولا نقل يجزم به.
وأما علي بن الحسين رضي الله عنه فقد كان محببا معظما عند معاصريه وقد تكلم المؤرخون على وفاته بالمدينة ودفنه سنة أربع وتسعين، وقيل سنة خمس وتسعين، وقيل غير ذلك.
وأما أبو جعفر محمد بن علي الباقر فقد تكلم على حياته ابن كثير، وذكر ثناء أئمة السلف عليه. وذكر وفاته سنة خمس عشرة ومائة، ولم يذكر أنه مسموم. وذكر كذلك وفاة ابنه جعفر بن محمد سنة ثمان وأربعين ومائة ولم يذكر أنه توفي مسموما.
وأما موسى الكاظم بن جعفر فقد ذكر الذهبي في الكاشف أنه مات في حبس الرشيد ولم يذكر أنه توفي مقتولا ولا مسموما. وقد بسط الذهبي في السير الكلام على جعفر وموسى وبين فضلهما.
وأما علي الرضى فقد ذكر ابن خلدون أنه عهد إليه المأمون بالخلافة بعده إلا أنه توفي في حياة المأمون، ولم يذكر أنه مات مقتولا. وقد تكلم الذهبي في السير على حياته وبسط فيها، وقال في آخر الكلام عليه: قيل إنه مات مسموما. ذكر ذلك بلفظ قيل الدال على التضعيف ولم يذكر في ذلك سندا يعلم به صحة الأمر.
وأما محمد الجواد فقد ذكر ابن العماد في شذارات الذهب أنه توفي سنة عشرين ومائتين ببغداد، وذكر أنه كان مكرما مبجلا عند المأمون والمعتصم.
وأما علي الهادي فقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية وابن الجوزي في المنتظم أنه توفي في سنة خمس وخمسين ومائتين بسامراء.
وأما حسن العسكري فقد ذكر ابن خلدون في تاريخه أنه توفي سنة ستين ومائتين.
وأما محمد بن حسن العسكري فقد نقل الذهبي عن ابن حزم أن أباه حسن العسكري مات من غير عقب، وذكر أن إحدى جواريه ادعت الحمل بعد وفاته ونازعها في ذلك أخوه جعفر ويحكى مثل ذلك عن الطبراني وجمع من أهل العلم.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 70032، 75439، 6573.
والله أعلم.