الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق بيان تحريم البرمجة اللغوية العصبية في الفتويين رقم: 94724، ورقم: 95571، ووجه التحريم أن هذا العلم ذو جذور فلسفية عقدية فاسدة، وأن هذه البرمجة تعتمد على أفكار مفادها أن هذا الوجود وجود واحد، ليس هناك خالق ومخلوق، وأنها وسائل وهمية وإن ترتب عليها أحياناً بعض النتائج الصحيحة، ويحرم الاعتماد عليها وممارستها سواء بالخيال أو الفعل.
وعلى هذا فالذي نراه أن هذا العلم لا يمكن أن يتخلص من المخالفات الشرعية فهو قائم أساساً على تعظيم دور العقل الباطن والاعتماد على أمور وهمية، وغاية الأمر أنه قد يقول قائل إنه يمكن أن يستفاد من بعض الأشياء المذكورة في البرمجة العصبية في بعض الأمور كتقوية الهمم وتحفيز النفوس لمن كان محصلا لقدر من العلوم الشرعية بحيث يأمن من الوقوع في مخالفاته ، وإن كنا لا ننصح بذلك ونرى أن البعد عن مثل هذا العلم أولى، فإن السلامة لا يعدلها شيء، كما أن في القرآن والسنة لمن تدبرهما غنية عن غيرهما.
أما بالنسبة للقصص الافتراضية أو الخيالية فقد اختلف أهل العلم في حكمها إذا لم تشتمل على حرام أو دعوة إليه أو تقليل من شأن الدين وأهله أو رفع من شأن الفسق وأهله ، فذهب بعضهم إلى كراهتها، ورجح بعضهم جوازها والترخيص فيها إذا كان الهدف منها نبيلا كتعليم علم أو دعوة إلى فضيلة أو حث على الشجاعة وضرب الأمثال وبيان الحكم، أو كانت فيها فوائد أخلاقية واجتماعية سواء كان ذلك على ألسنة الناس أو غيرهم من الحيوانات والجمادات.
وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل وأقوال أهل العلم وأدلتهم في الفتاوى: 95430، 46391، 13278، 108286.
والله أعلم.