الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم الأمة كيف يصلون بقوله وفعله، فلا يجوز لأحد أن يخل بهيئة الصلاة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وليس الأمر في ذلك خاضعا للأهواء والرغبات بل المسلم ينضبط بالشرع ويجعل هواه ورغبته تبعا لما جاء به الدين الحنيف.
وقد اتفق العلماء على أن من تعمد زيادة ركوع أو سجود أو قيام في الصلاة فقد أبطلها لا فرق في ذلك بين الإمام والمأموم والمنفرد.
قال البهوتي في الروض: فمتى زاد فعلا من جنس الصلاة قياما في محل قعود أو قعودا في محل قيام ولو قل كجلسة الاستراحة وركوعا أو سجودا عمدا بطلت صلاته إجماعا، قاله في الشرح. انتهى.
وبهذا تعلم أن السجود في غير محله مبطل للصلاة بإجماع العلماء، ولا يجوز السجود في الصلاة في غير موضعه إلا إذا قرأ آية سجدة فإنه يسجد إن كان إماما أو منفردا ولا يسجد المأموم إلا إذا سجد إمامه كما دلت على ذلك الأحاديث الكثيرة المشهورة، ولا فرق فيما ذكرنا بين النافلة والفريضة.
والله أعلم.