الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دامت أمكم تملكُ مالاً يمكنها أن تضحي به، فالأضحيةُ في حقها سنةٌ مؤكدة، ولكن لا يجوزُ لكم أن تشتروا الأضحية إلا بإذنها، قال النووي في المنهاج: ولا تضحية عن الغير بغير إذنه. انتهى، فإذا أذنت لكم أمكم في شراء الأضحية جازَ لكم أن تشتروها وتذبحوها عنها، وانظري الفتوى رقم: 93307 .
ولا تضرُ كراهة من كره ذلك من إخوتكم ما دامت أمكم ثابتة العقل غير محجورٍ عليها، وما دام فعل الأضحية لا يُضرُ بها، بل هي أحوج شيءٍ إلى ثواب الله، وقد بلغت هذه السن التي تُرجى لها فيها حسن الخاتمة، وعليكم أن تجتهدوا في نصح إخوتكم وتذكيرهم بالله عز وجل وبخاصة من يتركون الصلاة منهم.
وعليكم أن تجتمعوا على النظر في مصالح أمكم وفقَ ما يرضي الله تبارك وتعالى، وأن تقدموا مصلحتها الأخروية، وأن تحرصوا على تحصيل الثوابِ لها من كل وجهٍ أمكن تحصيله.
نسأل الله لنا ولها حسن الخاتمة.
أما التضحية عن أبيكم فلا يجوز لكم أن تضحوا عنه من مال أمكم إلا برضاها بالشرط السابق وهو سلامة عقلها.
والله أعلم.