الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأضحيةُ سنةٌ مؤكدة وقال بوجوبها بعض أهل العلم، ولا يقوم غير الأضحية مقامها، وهي أفضل من الصدقة بثمنها.
قال شيخُ الإسلام: والأضحية أفضل من الصدقة بثمنها، فإذا كان له مال يريد التقرب به إلى الله كان له أن يضحي. انتهى .
والأضحيةُ عبادة الوقت فتقديمها على ما عداها أولى، وقولك إن البلد التي أنتِ فيه ليس فيه فقراء مما يُستبعد، ومع هذا فيمكنكِ القيام بسنة الأضحية عن طريقِ توكيل من يذبحها في بلدٍ من بلاد المسلمين كما أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 71167.
وأما بناء المسجد فلا نرى أن التبرع له يتعارضُ مع فعل الأضحية بل يُمكنكم أن تنشطوا في جمع التبرعات لصالح هذا المسجد، وأن تكثروا من الصدقة وبذل المال في عمارته فإن عمارة المساجد من أعظم ما يُتقرب به إلى الله عز وجل، والإنفاق في سبيل الله ومرضاته من أهم أسباب زيادة الرزق وسعته، فإن الله يخلفُ على المنفق، ويتفضل عليه بتكثير ماله، قال تعالى: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {سبأ :39 }.
والله أعلم.